النقد عند العرب
نستطيع أن نقسم حركة النقد الأدبي عند العرب إلى فترتين:الفترة الأولى وتمتد من العصر الجاهلى إلى بداية عصر النهضة في القرن التاسع عشر، الفترة الثانية وهي فترة النقد الحديث والذي يمتد إلى اليوم ولهذا التقسيم سبب واضح ففي المرحلة الآولى لم يكن التدوين قد انتشر وكان الاعتماد على الرواية الشفوية أما المرحلة الثانية فقد عرف التدوين الذي أسهم في تطوير كثير من العلوم والفنون
المرحلة الأولى :مرحلة ما قبل التدوين(من العصر الجاهلي إلى مطلع العصر العباسي)
النقد في العصر الجاهلي
يمكن أن يطلق على النقد في العصر الجاهلي بأنه نقد بسيط إذ لم يتعدَ (النقد الانطباعي)، فهو لم يتجاوز التفسير والأخذ بمعايير المجتمع وهذا ما يتجلى في النقود التي وصلتنا من العصر الجاهلي وهذا ما دفع الناقد (محمد مندور)بأن يقصيه عن دائرة النقد المنهجي في كتابه النقد المنهجي عند العرب، إلا أن نقادا آخرين وجدوا أنه يمثل اللبنة الأولى لنشأة النقد العربي. وقد وُجدت بيئات مناسبة لنمو هذا النوع من النقود منها سوق عكاظ و ذي المجازحيث يجتمع الشعراء لينشدوا أشعارهم ويتنافسوا فيما بينهم كما وردت من تحاكم حسان بن ثابت و الخنساء عند النابغة الذبياني وما قام به أمرؤ القيس و علقمة الفحل من احتكام عند أم جندب، وهذه الرواية وإن كانت ضعيفة فإنها تبيّن طبيعة النقد والمرتكزات الأساسية التي يستند إليها. ويجد الدكتور محمد مندور أن النقد المنهجي عند العرب بدأ في القرن الثاني مع ابن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء.
النقد في صدر الإسلام
أما في صدر الإسلام فقد أخذ النقد وجهة أخرى وذلك لطبيعة النصوص الشعرية إذ انشغل المسلمون بالحروب المصيرية لبناء دعائم الإسلام وقد وردت روايات في النهي عن قول الشعر ، ولكنها ضعّفت لكونها كما يرى بعض المتخصصين (لا تنسجم وما ورد عن النبي من الدعاء للشعراء)، وبعد نزول الآية(والشعراء يتبعهم الغاوون )نشأ جدل حول المفهوم الإسلامي للشعر ولابد من التمييز بين الآيات التي نفت الشعر عن الرسول لا تعني الحط من قيمة الشعر وتبقى سورة الشعراء هي مدار الجدل، ومادام النقد قائم على الشعر فلابد وأن أثر الشعر بمفهومه الإسلامي على طبيعة النقد، وهذا ما ألقى بظلاله على التلقي وخير مثال ماورد من قصيدة الحطيئة وهجائه لـ الزبرقان بن بدرواحتكام الأخير للخليفة (عمر بن الخطاب)ومحاولته غض الطرف عن ما فيها من هجاء.
النقد في العصر الاموي
جدت على الدولة الإسلامية في هذا العهد متغيرات كثيرة منها :- أن رقعة الدولة قد اتسعت وكثرت الحواضر مثل دمشق والبصرة ومكة والمدينة، وأصبحت هذه الحواضر مراكز حضارية وثقافية تجمع الأدباء،وتستقطبهم في قصور القادة والآمراءوالقادة ممن تذوقوا الشعر والأدب فاستقبلوا الشعراء في قصورهم وأغدقوا عليهم المرحلة الثانية : مرحلة التدوين (من العصر العباسي إلى العصر الحديث)م كان العصر السابق ((الأموي)) عصر الجد في جمع التراث العربي أما العصر الذي نحن في صدد الحديث عنه فهو عصر تسجيل التراث وتدوينه في الكتب والمؤلفات.
وفي هذا العصر بلغت الحضارة العربية الإسلامية مجدها الذهبي إذ امتزجت الثقافة العربية بالثقافات الأخرى المنقولة عن أمم عريقة في العلم. وأساليب التفكير عند اليونان والهنود والفرس وكان لهذه الثقافات أثر في صقل ملكات العرب وإرهافها وتوجيهها نحو تعميق البحثوسرت هذه الروح إلى الأدب ونقده، فانفسح مجال النقد وتشعبت مباحثه وتنوعت اتجاهات النقاد واتسعت دائرة النقد في أوساط العلماء باتساع دائرة الثقافة وتدوين العلوم المختلفة وترجمة بعض الأثار الأجنبة وتنوعت مذاهب النقد وشمل كل ألوان افن الأدبي ونفذ إلى كل جهاته ويمكن القول أن النقد في هذه المرحلة لم يعد خطرات وعبارات مقتضبة وأحكاما سطحية وتعرضا لقضايا جزئية، ولكنه أصبح نقدا منهجيا له أصولة ومبادئه دونت فيه المؤلفات وأصبح يهتم بالتحليل والتعليل والخلاصة أن القرن الثالث الهجري شهد جمع العلوم العربية والإسلامية وتدوينها كما رافق ذلك التأليف في النقد وتدوينه وشهد مشاركة النحاة واللغويين واالعروضيين في النقد بسبب كثرة العلماء والمتخصصيين فيي كل فئة وتوارى النقد الذاتي لهذا القرن وحل محلهه النقد المنهجي وذلك بسبب أبواب المعرفة والثقافة وكذلك سار النقد في القرن الرابع الهجري وما بعده على هذه الأصول التي وضعت في القرن الثالث الهجري والعمل الأدبي هو نتاج أديب سواء أن كان شاعرا أم كاتبا أم خطيبا أم قاصا وهذا النتاج الأدبي لا يكون إلا بعد معاناة الأديب وإحساسه بشيء حولة فيتأثر به ويتخذ موقفا اتجاه سلبا وإيجابيا
الاسلوب
الأسلوب فهو طريقة التفكير ومذاهب التعبير أو الصورة الكلامية التي يتمثل فيها تفكير الأديب.وتفسيره ،ولكن الأسلوب ليس مقصورا على الأديب ،إذ للعالم أسلوبه.ويختلف الأسلوب بين الأديب والعالم وبين الأديب وأديب آخر، كما يختلف أسلوب الأديب الواحد بين وقت لاخر باختلاف الموضوع الذي يتناوله
وبسسس وقبل أن يكتمل الأسلوب في صورته المكتوبة أوالمنطوقة يكون في صورة ذهنية تمتلئ بها النفس وتطبع الذوق وأسلوب كل كاتب هو نتيجة لاعداد خاص ،أسهمت في تكوينة الدراسة وقراءة الادب الجميل والتأمل فيه والتدريب على الكتابة
عناصر الاسلوب
الافكار:وهي مقاييس نقدية للحكم على عمل الكاتب والأديب
العاطفة:هي الدافع المباشر إلى القول وروحه وهي عنصر يحدد موقف الكاتب تجاه ما يعرض
الخيال:لغة العاطفة ووسيلة تصويرها من ناحية الاديب وبعثها في نفس القارئ
الايقاع:الصورة الطبيعية لانفعالات النفس وعواطفها
اللغة:الصورة الفظية وبيان ما تنقله الصورة من حقائق ومشاعر
والعمل الأدبي هو صياغة هذه العناصر في وحدة متكاملة ،للتعبير عما يريد الاديب أن يقوله والأسلوب ينقسم إلى:
الأسلوب الادبي (الأسلوب التعبيري-الأسلوب التقريري)
الأسلوب العلمي
االفرق بين الأسلوب العلمي والادبي
تشكل العاطفة في الأسلوب الادبي الدعامة الأساسية له وتكون أهم من الحقائق والافكار بينما تشكل المعرفة العقلية الأساس الأول في بناء الأسلوب العلمي
الهدف الرئسي من الأسلوب الادبي اثارة الانفعال في نفوس القراء والسامعين بعرض الحقائق رائعة جميلة أما الأسلوب العلمي فيكون الهدف الرئسي منه تقديم الحقائق قصد التعلم وخدمة المعرفة وانارة العقول
في الأسلوب الادبي تمتاز العبارة بالانتقاء والتفخيم والوقوف على مواطن الجمال وفي الأسلوب العلمي تمتاز عبارته بالدقة والنحديد والاستقصاء
في الأسلوب الادبي تكون الصور الخيالية والصنعة البديعية والكلمات الموسيقية مظهر الانفعال العميق وفي الأسلوب العلمي تكون المصطلحات العلمية والارقام الحسابية والصفات الهندسية مظهر العقل المدقق
في الأسلوب الادبي تكون العبارة جزلة قوية ،اذا عبرت عن عاطفة قوية حية وفي الأسلوب العلمي تكون العبارة سهلة واضحة إذا عبرت عن عقل رزين واع
والعمل الادبي له عناصر ومقاييس وأسس وأساليب ،وفي هذا الموقع تحدثنا بشكل مختصر عن النقد ولم نتطرق إلى فروع علم النقد الأخرى والموضوع مفتوح للتكملة من آي متطوع
نستطيع أن نقسم حركة النقد الأدبي عند العرب إلى فترتين:الفترة الأولى وتمتد من العصر الجاهلى إلى بداية عصر النهضة في القرن التاسع عشر، الفترة الثانية وهي فترة النقد الحديث والذي يمتد إلى اليوم ولهذا التقسيم سبب واضح ففي المرحلة الآولى لم يكن التدوين قد انتشر وكان الاعتماد على الرواية الشفوية أما المرحلة الثانية فقد عرف التدوين الذي أسهم في تطوير كثير من العلوم والفنون
المرحلة الأولى :مرحلة ما قبل التدوين(من العصر الجاهلي إلى مطلع العصر العباسي)
النقد في العصر الجاهلي
يمكن أن يطلق على النقد في العصر الجاهلي بأنه نقد بسيط إذ لم يتعدَ (النقد الانطباعي)، فهو لم يتجاوز التفسير والأخذ بمعايير المجتمع وهذا ما يتجلى في النقود التي وصلتنا من العصر الجاهلي وهذا ما دفع الناقد (محمد مندور)بأن يقصيه عن دائرة النقد المنهجي في كتابه النقد المنهجي عند العرب، إلا أن نقادا آخرين وجدوا أنه يمثل اللبنة الأولى لنشأة النقد العربي. وقد وُجدت بيئات مناسبة لنمو هذا النوع من النقود منها سوق عكاظ و ذي المجازحيث يجتمع الشعراء لينشدوا أشعارهم ويتنافسوا فيما بينهم كما وردت من تحاكم حسان بن ثابت و الخنساء عند النابغة الذبياني وما قام به أمرؤ القيس و علقمة الفحل من احتكام عند أم جندب، وهذه الرواية وإن كانت ضعيفة فإنها تبيّن طبيعة النقد والمرتكزات الأساسية التي يستند إليها. ويجد الدكتور محمد مندور أن النقد المنهجي عند العرب بدأ في القرن الثاني مع ابن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء.
النقد في صدر الإسلام
أما في صدر الإسلام فقد أخذ النقد وجهة أخرى وذلك لطبيعة النصوص الشعرية إذ انشغل المسلمون بالحروب المصيرية لبناء دعائم الإسلام وقد وردت روايات في النهي عن قول الشعر ، ولكنها ضعّفت لكونها كما يرى بعض المتخصصين (لا تنسجم وما ورد عن النبي من الدعاء للشعراء)، وبعد نزول الآية(والشعراء يتبعهم الغاوون )نشأ جدل حول المفهوم الإسلامي للشعر ولابد من التمييز بين الآيات التي نفت الشعر عن الرسول لا تعني الحط من قيمة الشعر وتبقى سورة الشعراء هي مدار الجدل، ومادام النقد قائم على الشعر فلابد وأن أثر الشعر بمفهومه الإسلامي على طبيعة النقد، وهذا ما ألقى بظلاله على التلقي وخير مثال ماورد من قصيدة الحطيئة وهجائه لـ الزبرقان بن بدرواحتكام الأخير للخليفة (عمر بن الخطاب)ومحاولته غض الطرف عن ما فيها من هجاء.
النقد في العصر الاموي
جدت على الدولة الإسلامية في هذا العهد متغيرات كثيرة منها :- أن رقعة الدولة قد اتسعت وكثرت الحواضر مثل دمشق والبصرة ومكة والمدينة، وأصبحت هذه الحواضر مراكز حضارية وثقافية تجمع الأدباء،وتستقطبهم في قصور القادة والآمراءوالقادة ممن تذوقوا الشعر والأدب فاستقبلوا الشعراء في قصورهم وأغدقوا عليهم المرحلة الثانية : مرحلة التدوين (من العصر العباسي إلى العصر الحديث)م كان العصر السابق ((الأموي)) عصر الجد في جمع التراث العربي أما العصر الذي نحن في صدد الحديث عنه فهو عصر تسجيل التراث وتدوينه في الكتب والمؤلفات.
وفي هذا العصر بلغت الحضارة العربية الإسلامية مجدها الذهبي إذ امتزجت الثقافة العربية بالثقافات الأخرى المنقولة عن أمم عريقة في العلم. وأساليب التفكير عند اليونان والهنود والفرس وكان لهذه الثقافات أثر في صقل ملكات العرب وإرهافها وتوجيهها نحو تعميق البحثوسرت هذه الروح إلى الأدب ونقده، فانفسح مجال النقد وتشعبت مباحثه وتنوعت اتجاهات النقاد واتسعت دائرة النقد في أوساط العلماء باتساع دائرة الثقافة وتدوين العلوم المختلفة وترجمة بعض الأثار الأجنبة وتنوعت مذاهب النقد وشمل كل ألوان افن الأدبي ونفذ إلى كل جهاته ويمكن القول أن النقد في هذه المرحلة لم يعد خطرات وعبارات مقتضبة وأحكاما سطحية وتعرضا لقضايا جزئية، ولكنه أصبح نقدا منهجيا له أصولة ومبادئه دونت فيه المؤلفات وأصبح يهتم بالتحليل والتعليل والخلاصة أن القرن الثالث الهجري شهد جمع العلوم العربية والإسلامية وتدوينها كما رافق ذلك التأليف في النقد وتدوينه وشهد مشاركة النحاة واللغويين واالعروضيين في النقد بسبب كثرة العلماء والمتخصصيين فيي كل فئة وتوارى النقد الذاتي لهذا القرن وحل محلهه النقد المنهجي وذلك بسبب أبواب المعرفة والثقافة وكذلك سار النقد في القرن الرابع الهجري وما بعده على هذه الأصول التي وضعت في القرن الثالث الهجري والعمل الأدبي هو نتاج أديب سواء أن كان شاعرا أم كاتبا أم خطيبا أم قاصا وهذا النتاج الأدبي لا يكون إلا بعد معاناة الأديب وإحساسه بشيء حولة فيتأثر به ويتخذ موقفا اتجاه سلبا وإيجابيا
الاسلوب
الأسلوب فهو طريقة التفكير ومذاهب التعبير أو الصورة الكلامية التي يتمثل فيها تفكير الأديب.وتفسيره ،ولكن الأسلوب ليس مقصورا على الأديب ،إذ للعالم أسلوبه.ويختلف الأسلوب بين الأديب والعالم وبين الأديب وأديب آخر، كما يختلف أسلوب الأديب الواحد بين وقت لاخر باختلاف الموضوع الذي يتناوله
وبسسس وقبل أن يكتمل الأسلوب في صورته المكتوبة أوالمنطوقة يكون في صورة ذهنية تمتلئ بها النفس وتطبع الذوق وأسلوب كل كاتب هو نتيجة لاعداد خاص ،أسهمت في تكوينة الدراسة وقراءة الادب الجميل والتأمل فيه والتدريب على الكتابة
عناصر الاسلوب
الافكار:وهي مقاييس نقدية للحكم على عمل الكاتب والأديب
العاطفة:هي الدافع المباشر إلى القول وروحه وهي عنصر يحدد موقف الكاتب تجاه ما يعرض
الخيال:لغة العاطفة ووسيلة تصويرها من ناحية الاديب وبعثها في نفس القارئ
الايقاع:الصورة الطبيعية لانفعالات النفس وعواطفها
اللغة:الصورة الفظية وبيان ما تنقله الصورة من حقائق ومشاعر
والعمل الأدبي هو صياغة هذه العناصر في وحدة متكاملة ،للتعبير عما يريد الاديب أن يقوله والأسلوب ينقسم إلى:
الأسلوب الادبي (الأسلوب التعبيري-الأسلوب التقريري)
الأسلوب العلمي
االفرق بين الأسلوب العلمي والادبي
تشكل العاطفة في الأسلوب الادبي الدعامة الأساسية له وتكون أهم من الحقائق والافكار بينما تشكل المعرفة العقلية الأساس الأول في بناء الأسلوب العلمي
الهدف الرئسي من الأسلوب الادبي اثارة الانفعال في نفوس القراء والسامعين بعرض الحقائق رائعة جميلة أما الأسلوب العلمي فيكون الهدف الرئسي منه تقديم الحقائق قصد التعلم وخدمة المعرفة وانارة العقول
في الأسلوب الادبي تمتاز العبارة بالانتقاء والتفخيم والوقوف على مواطن الجمال وفي الأسلوب العلمي تمتاز عبارته بالدقة والنحديد والاستقصاء
في الأسلوب الادبي تكون الصور الخيالية والصنعة البديعية والكلمات الموسيقية مظهر الانفعال العميق وفي الأسلوب العلمي تكون المصطلحات العلمية والارقام الحسابية والصفات الهندسية مظهر العقل المدقق
في الأسلوب الادبي تكون العبارة جزلة قوية ،اذا عبرت عن عاطفة قوية حية وفي الأسلوب العلمي تكون العبارة سهلة واضحة إذا عبرت عن عقل رزين واع
والعمل الادبي له عناصر ومقاييس وأسس وأساليب ،وفي هذا الموقع تحدثنا بشكل مختصر عن النقد ولم نتطرق إلى فروع علم النقد الأخرى والموضوع مفتوح للتكملة من آي متطوع
0 التعليقات :
إرسال تعليق